فَانْتَضَحَ الدَّمُ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وهو السميع العليم} قال: فإنها في المصحف
ماحكت بَعْدُ. قَالَ: فَأَخَذَتْ بِنْتُ الْفَرَافِصَةِ حُلِيِّهَا فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ فَوَضَعَتْهُ فِي حِجْرِهَا، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ، فَلَمَّا أَشْعَرَ أَوْ قُتِلَ تفاجت عليه، فقال بعضهم: قاتلها الله ماأعظم عَجِيزَتَهَا. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَعَلِمْتُ أَنَّ أَعْدَاءَ اللَّهِ لَمْ يُرِيدُوا إِلَّا الدُّنْيَا".
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بن راهويه ورواته ثقات سمع بعضهم من بعض.
٧٣٧٣ - وَعَنْ أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلُ مِصْرَ يَدْخُلُ عَلَى رُءُوسِ قُرَيْشٍ، فَيَقُولُ لَهُمْ: لَا تَقْتُلُوا هَذَا الرَّجُلَ- يَعْنِي: عُثْمَانَ- فَيَقُولُونَ: وَاللَّهِ مَا نُرِيدُ قتله. فيخرج وهو متكىء عَلَى يَدَيَّ، يَقُولُ: وَاللَّهِ لَتَقْتُلُنَّهُ. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: لَا تَقْتُلُوهُ، فَوَاللَّهِ لَيَمُوتَنَّ إِلَى أَرْبَعِينَ يَوْمًا. فَأَبَوْا، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ بَعْدَ أَيَّامٍ، فَقَالَ لَهُمْ: لَا تَقْتَلُوُهُ، فَوَاللَّهِ لَيَمُوتَنَّ إِلَى خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً".
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
٧٣٧٤ - وَعَنْ عبد الله بن سلام- رضي الله عنه- أنه قال لهم: "إن الملائكة لم تَزَلْ مُحِيطَةٌ بِمَدِينَتِكُمْ هَذِهِ مُنْذُ قَدِمَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْيَوْمِ، وَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ لَتَذْهَبَنَّ ثُمَّ لَا تَعُودُ إِلَيْكُمْ أَبَدًا، وَإِنَّ السَّيْفَ لَمْ يَزَلْ مَغْمُودًا فِيكُمْ فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ لَيُسِلَّنَّهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ثُمَّ لَا يُغْمِدُهُ عَنْكُمْ أَبَدًا- أَوْ قَالَ: إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ- وَمَا قُتِلَ نَبِيٌّ إِلَّا قُتِلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفًا، وَلَا قُتِلَ خَلِيفَةٌ إِلَّا قُتِلَ بِهِ خَمْسٌ وَثَلَاثُونَ أَلْفًا. وَذَكَرَ أَنَّهُ قُتِلَ عَلَى دَمِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا سَبْعُونَ أَلْفًا".
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
٧٣٧٥ - وَعَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: "كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ- رَضِيَ اللَّهُ عنه- يجيء مِنْ أَرْضٍ لَهُ عَلَى أَتَانٍ- أَوْ حِمَارٍ- يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَيُبَكِّرُ، فَإِذَا قَضَى الصَّلَاةَ أَتَى أرضه، فلما هاج الناس بِعُثْمَانَ، قَالَ لَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: لَا تَقْتُلُوهُ (وَاسْتَبْقُوهُ) فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا قَتَلَتْ أُمَّةُ نَبِيَّهَا فَأَصْلَحَ اللَّهُ ذَاتَ بَيْنِهِمْ حَتَّى يُهْرِيقُوا دِمَاءَ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَمَا قَتَلَتْ أُمَّةٌ خَلِيفَةً فَأَصْلَحَ اللَّهُ ذَاتَ بَيْنِهِمْ حَتَّى يُهْرِيقُوا دِمَاءَ أَرْبَعِينَ أَلْفًا، وَمَا هَلَكَتْ أُمَّةٌ قَطُّ حَتَّى يَرْفَعُوا الْقُرْآنَ عَلَى السُّلْطَانِ. ثُمَّ قال لهم: لا تقتلوه (واستبقوه) قال: فما نظروا فيما قال
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute