وَمَنْ بَنَى بناء على ظهر طريق يأوي إليه عابروا السَّبِيلِ بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نَجِيبَةٍ مِنْ دُرٍّ، وَوَجْهُهُ يُضِيءُ لِأَهْلِ الْجَمْعِ حَتَّى يَقُولَ أَهْلُ الْجَمْعِ: هَذَا مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لم يُر مثله، حتى يزاحم إبراهيم في قبته ويدخل الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ أَرْبَعُونَ أَلْفَ رَجُلٍ.
وَمَنْ شَفَعَ لأخيه المسلم فِي حَاجَةٍ لَهُ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ، وَحَقَّ على الله ألا يُعَذِّبَ عَبْدًا بَعْدَ نَظَرِهِ إِلَيْهِ إِذَا كَانَ ذَلِكَ بِطَلَبٍ مِنْهُ إِلَيْهِ أَنْ يَشْفَعَ لَهُ فإذا شفع له من غير طلب كان لَهُ مَعَ ذَلِكَ أَجْرُ سَبْعِينَ شَهِيدًا.
وَمَنْ صام رمضان وكفَّ عن اللغو والغيبة وَالْكَذِبِ وَالْخَوْضِ فِي الْبَاطِلِ، وَأَمْسَكَ لِسَانَهُ إِلَّا عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَكَفَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَجَمِيعَ جَوَارِحِهِ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ- وَعَنْ أذى المسلمين كانت له من القربة عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَمَسَّ رُكْبَتُهُ رُكْبَةَ إِبْرَاهِيمَ خليله.