= العادة الآن وأنها في الليل، قال أنس ﵁: أصبح النبي ﷺ عروسا بزينب بنت جحش، قال: وكان تزوجها بالمدينة، فدعا الناس للطعام بعد ارتفاع النهار. متفق عليه، وفي حديث آخر عن أنس ﵁ قال: بنى النبي ﷺ بامرأة فأرسلني فدعوت رجالا على الطعام. متفق عليه، وفي حديث آخر عنه ﵁: أن أم سليم جهزت صفية ﵂ للنبي ﷺ فأهدتها له من الليل، فأصبح النبي ﷺ عروسا، فقال: من كان عنده شيء فليجئ به، وبسط نِطعا، فجعل الرجل يجيء بالتمر، وجعل الرجل يجيء بالسمن، … قال: فكانت وليمة رسول الله ﷺ. متفق عليه، قال ابن حجر في الفتح:(وحديث أنس في هذا الباب صريح في أنها بعد الدخول؛ لقوله فيه: أصبح عروسا بزينب فدعا القوم).
(تتمة) أما لو أُقيم عَشاءٌ بعد مباشرة العقد كما هو عادة كثير من الأسر الآن عندنا في السعودية، وكان الزوج هو الذي عمل العشاء، فهل تسقط بها سنة الوليمة؟ الظاهر: لا؛ لعدة أمور، منها: أنهم سموا ما يعمل عند الإملاك شندخية، قال في الإقناع وشرحه:((شُنْدَخية لطعام إملاك على زوجة) مأخوذ من قولهم: فرس مشندخ، أي يتقدم غيره، سمي بذلك لأنه يتقدم الدخول)، ومنها: أن وليمة العرس بسببه، والعُرس: هو إهداء العروس إلى زوجها كما قاله النجدي، وهذا العشاء لا تهدى العروس فيه إلى زوجها في الغالب، ومنها: أنه لا بد من نية وليمة العرس؛ لأنها سنة، والزوج لا ينوي بها وليمة =