وإن كَثُرَ المطرُ حتى خيفَ منهُ، سُنَّ قولُ: «اللهمَّ حوالينا، ولا علينا، اللهمَّ على الآكامِ، والظِّرابِ (٢)، وبطونِ
= الباري عن الأصحاب وعن الشافعية أنه أول مطرة في السنة حيث قال:(ونص الشافعي وأصحابنا على استحباب التمطر في أول مطرة تنزل من السماء في السَّنَة، وحديث أنس الذي خرجه البخاري إنما يدل على التمطر بالمطر النازل بالاستسقاء، وإن لم يكن أول مطرة في تلك السنة)، وقال ابن العماد في بغية أولي النهى شرح غاية المنتهى:(وسن وقوف في أول مطر) أي: أول مطر السنة كما قاله بعض الشافعية) ثم ذكر حديث أنس: " أصابنا ونحن مع رسول الله ﷺ مطر فحسر ثوبه حتى أصابه من المطر. فقلنا: لم صنعت هذا؛ قال: لأنه حديث عهد بربه " رواه مسلم، وروي " أنه ﷺ كان ينزع ثيابه في أول المطر إلا الإزار يتزر به " رواه أبو يعلى، ولما روي " أنه ﷺ كان يقول إذا سال الوادي: اخرجوا بنا إلى هذا الذي جعله الله طهورا فنتطهر به " رواه البيهقي، ثم قال ابن العماد:(وهذا يقتضي أنه في كل مطر، فتأمل).
(١) الرَّحْل: هو ما يستصحب من الأثاث، كما في المطلع. فيخرج أثاث بيته، وثيابه ليصيبهما المطر أول نزوله؛ للحديث:«إنه حديث عهد بربه» رواه مسلم.
(٢) الآكام: هي ما علا من الأرض، ولم يبلغ أن يكون جبلاً، =