للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي أهل البصرة فقال: حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان روى عن عثمان وتحول إلى البصرة فنزلها.

وكان كثير الحديث ولم أرهم يحتجون بحديثه وقيل إنه أفشى سر عثمان فنفاه إلى البصرة وقيل سبب نفيه أن عثمان بعثه للكوفة ليكشف عما قيل عن الوليد بن عقبة فرشاه الوليد فلم يخبر عثمان وأخبر مروان فأخبر مروان عثمان -رضي الله عنه-. فنفاه (١).

قوله: دعا عثمان بوضوء وهو يريد الخروج في ليلة باردة فجئته بماء فغسل وجهه ويديه فقلت حينئذ والليلة شديدة البرد، الحدلمجما، تقدم الكلام على الوضوء وأنه بفتح الواو وأنه الماء الذي يتوضأ به وبالضم هو الفعل ففي هذا الحديث دليل على جواز الاستعانة واستحبابها في حق من يحضر له الماء لأنه إعانة على طاعة، والاستعانة تفرض على ثلاثة أوجه:

الأول: أن يستعين بمن يحضر له الماء ولا كراهة فيه (٢) والأولى ألا يفعل ذلك لأن العبد في مقام الطاعة ينبغي أن يكون عبدا فيكون خادما لا مخدوما وقال بعضهم لأنه نوع من التنعم والتكبر وذلك لا يليق بحال المتعبد والأجر على قدر النصب (٣) وأما في الأمور الدنيوية فله طلب الخدمة وقد نقل عن


(١) تاريخ دمشق (٣٦/ ٨ - ٩)، وشرح الإلمام (٣/ ٤٠٤ - ٤٠٦)، وتهذيب الكمال (٧/ الترجمة ١٤٩٦)، نزهة الألباب (١/ ٤٤٨).
(٢) شرح النووى على مسلم (٣/ ١٦٩)، وروضة الطالبين (١/ ٦٢).
(٣) انظر: نهاية المطلب (١/ ٩٦)، وفتح العزيز (١/ ٤٤٣)، وشرح الإلمام (٥/ ١١١)، والإقناع (١/ ٥١)، ومغنى المحتاج (١/ ١٩٢).