للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومن يقتدي به وينتفع بصحبته وتتأكد بذلك توبته والله أعلم.

قوله: "فانطلق حتى إذا نصف الطريق" وهو بتخفيف الصاد أي بلغ نصفها، قوله: "أدركه الموت"، أي في الطريق، والمراد إدراك أمارات الموت، قوله: "فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم" أي حكما، قوله: "قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له" أي أقرب. قوله: "فقاسوا فوجوده أدنى إلى الأرض التي أراد" أي أقرب. قوله: "وفي رواية: فأوحى الله تعالى إلى هذه أن تباعدي وإلى هذه أن تقربي" الحديث، والمراد بهذه أولا القرية المتوجه إليها وبهذه ثانيا القرية المتوجه منها، وقوله: "تقربي" أي إلى الميت، وتباعدي أي عنه، فانظر يا أخي بصَّرك الله تعالى إلى اتساع فضل الله ورحمته وتب إلى الله سبحانه وتعالى فإن التوبة تجبّ ما قبلها وابسط رجاءك وعلّق أطماعك بمنة الله سبحانه وتعالى فهو الذي منّ عليك بالإيمان وهداك إلى الإسلام ويسّر لك خصالا من الخير جعلها أسبابا لفكاكك من النار وسلامتك من أهوال يوم القيامة وسلما لدخول الجنة والظفر بما أعد الله فيها من النعيم المقيم فهذا هو الفوز العظيم ولمثل هذا فليعمل العاملون.

[قوله:] قال قتادة وقال الحسن ذكر لنا أنه لما أتاه ملك الموت ناء بصره نحوها الحديث، أي نهض وتقدم ليقرب بذلك القدر من الأرض الصالحة، ويجوز في نآى تقديم الهمزة على الألف وعكسه وتقدم مثل ذلك في حديث الغار في أول هذا التعليق. وهذا الحديث دال على أن توبة القاتل عمدا