للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أجنحة وخرطوم الفيل مصمَت وخرطومه مجوف نافد الجوف فإذا طعن جسد الإنسان [استقر] الدم وقذف به إلى جوفه فهو له كالبلعوم والحلقوم فلذلك اشتدّ عضّها وقويت على خرق الجلود الغلاظ. قال الراجز:

مثل السقاة دائما طنينها ... ركب في خرطومها [سكينها]

والبعوضة على صغر جرمها قد أودع الله في مقدّم دماغها قوة الحفظ وفي وسطه قوة الفكر وفي مؤخره قوة الذكر وخلق لها حاسة البصر وحاسة اللمس وحاسة الشم وخلق لها منفذا للغذاء ومخرجا للفضلة وخلق لها جوفا وأمعاء وعظاما، فسبحان من قدر فهدى ولم يخلق شيئًا من المخلوقات سدى. أنشد الزمخشري في تفسير سورة البقرة:

يا من يرى مدّ البعوض جناحه ... في ظلمة الليل البهيم الأليل

ويرى مناط عروقها من لحمها ... والمخ من تلك العظام النّحّل

امنن عليّ بتوبة تمحو بها ... ما كان مني في الزمان الأول

[وقال الزمخشري:] ونقل ابن خلكان (١) عن بعض الفضلاء أنّ الزمخشري أوصى أن تكتب هذه الأبيات على قبره، وتوفي في ليلة عرفة [سنة] ثمان وثلاثين وخمسمائة، و [قد] (٢) تكلم في الإحياء في باب المحبة على خلق البعوضة وصفتها وما أودعه الله فيها من الأسرار، اهـ. قاله في حياة


(١) حياة الحيوان الكبرى (١/ ١٨٨).
(٢) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.