للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "وعن عبد الله بن مسعود" تقدم. قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من أُشرب حبّ الدنيا" الحديث. ومعنى أشرب حب الدنيا دخل فيه دخولا تاما وحلّ منه محل الشراب، ومنه قوله تعالى {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} (١) أي حبّ العجل، ومنه قولهم ثوب مشرب بحمرة أي خالطته الحمرة مخالطة لا انفكاك لها. قوله: "التاط منها بثلاث" الحديث، معناه التصق [قلبه من حب الدنيا بثلاث، يقال لاط الشيء بقلبه يلوط لوطا، ويليط ليطا، أي التصق]، واللوط والليط الحب اللازق بالقلب. قوله: "شقاء لا ينفد عناه وحرص لا يبلغ غناه وأمل لا يبلغ منتهاه" يجوز في شقاء وحرص وأمل الجر على أنها عطف بيان والرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره أخذها شقاء. قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فالدنيا طالبة ومطلوبة، فمن طلب الدنيا طلبته الآخرة" الحديث.

قوله: "إن الدنيا والآخرة طالبتان ومطلوبتان" يعني أن الدنيا تطلب أبناء الآخرة ويطلبها أبناؤها، فصارت أيضًا طالبة [ومطلوبة، والآخرة تطلب أبناء الدنيا ويطلبها أبناؤها، فصارت أيضًا طالبة ومطلوبة]، اهـ.


= سليمان الحفري، عن فضيل بن عياض، ولم أعرف جبرون، وأما يحيى فقد ذكر الذهبي في الميزان في آخر ترجمة يحيى بن سليمان الجعفي فقال: فأما سميه يحيى بن سليمان الحفري فما علمت به بأسا، ثم ذكر بعده يحيى بن سليمان القرشي، قال أبو نعيم: فيه مقال، وذكره ابن الجوزي، فإن كانا اثنين فالجفري ثقة والحديث صحيح على شرط الخطبة، والله أعلم، وبقية رجاله رجال الصحيح. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (١٨٨٢)، وفي الضعيفة (٦٦٥٠).
(١) سورة البقرة، الآية: ٩٣.