للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وذكر الحفاظ أن علي بن زيد كان يخلط فيه والحديث حديث خالد الحذاء، وتمامه ما رواه أبو داود في "السنن" (١) عن مسدد عن حماد بن زيد، عن خالد عن [القاسم بن] (٢) ربيعة، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب يوم الفتح بمكة فكبر ثلاثًا ثم قال: "لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا إن كل مأثرة كانت في الجاهلية تذكر وتدعى من دم أو مال تحت قدمي هاتين إلا ما كان من سقاية الحاج وسدانة البيت" ثم قال: "ألا إن دية الخطأ شبة العمد ما كان بالسوط والعصا مائة من الإبل منها أربعون في بطونها أولادها".

والمآثر: التي تؤثر وتذكر من المكارم والمفاخر.

والمقصود من قوله: "تحت قدمي" إبطالها وإسقاطها.

وسدانة البيت: خدمته والقيام بأموره، وكانت الحجابة في الجاهلية في بني عبد الدار، والسقاية في بني هاشم فأقرهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصار بنو شيبة يحجبون البيت، وبنو العباس يسقون الحجيج.

والحديث يدل على إثبات شبه العمد خلافًا لقول من صار إلى أنه ليس إلا العمد المحض أو الخطأ المحض، ويروى هذا [عن] (٣) مالك، وعلى أن الديه تكون مغلظة تارة ومخففة، وعلى أن الحمل يضبط ويعرف حيث قال: "أربعون خلفة في بطونها أولادها"، والخلفة:


(١) "سنن أبي داود" (٤٥٤٧) وكذا رواه ابن الجارود (٧٧٣)، وابن حبان (٦٠١١) قال ابن القطان: حديث صحيح، كما في "الدراية" للحافظ (١٠٠٧).
وحسنة الألباني في "صحيح أبي داود".
(٢) سقط من "الأصل". والمثبت من "السنن".
(٣) ليست في "الأصل". والسياق يقتضيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>