للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: "إذا قام أحدكم إلى الصلاة" أي أراد أن يقوم؛ وفيه أن المصلي يقرأ القرآن فإن لم يحسن شيئًا منه فيذكر الله تعالى بالحمد والتكبير ونحوهما، وأنه يطمئن في الركوع والسجود والارتفاع عن الركوع وعن السجود، وأنه يقرأ مع الفاتحة شيئًا من القرآن، وأنه في الركوع يضع راحتيه علي ركبتيه، ويمدّ ظهره في الاعتدال ويرفع رأسه ويقيم صلبه، وأنه يجلس علي رجله اليسرى بين السجدتين، وأن كل ذلك مرعي في كل ركعة، وفي قوله: فإنك لم تصل ما يدل على أن العبادة إذا وقعت غير صحيحة يجوز نفي ذاتها، وعلى أن الفاسد ليس بصلاة.

وقوله: "ومكن ركوعك" يريد به الطمأنينة، وكذا قوله: فمكن السجود والأفعال المأمور بها في الخبر منه ما هو واجب ومنه ما هو مستحب، وفيه دليل على أن أحدهما يعطف على الآخر.

وحديث رفاعة هذا قريب مما أودع في "الصحيحين" (١) من رواية أبي هُرَيْرَةَ: أن رجلًا دخل المسجد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناحية المسجد فصلى ثم جاء فسلم عليه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وعليك السلام، ارجع فصل فإنك لم تصل"، فرجع فصلى ثم جاء فسلم فقال: "وعليك السلام، ارجع فصل فإنك لم تصل".

فقال في الثالثة أو في التي بعدها: علمني يا رسول الله، فقال: "إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعًا، ثم ارفع حتى تستوي قائمًا (ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا) (٢) ثم افعل ذلك في صلاتك كلها".


(١) "صحيح البخاري" (٧٥٧)، و"صحيح مسلم" (٣٩٧/ ٤٥).
(٢) تكرر في "الأصل".

<<  <  ج: ص:  >  >>