للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هريرة، وأشار الشافعي في بعض كتبه إلى ترجيح رواية الزهري عن الأغر؛ لأن رواتها أكثر، وهم إلى الحفظ والضبط أقرب، وعلى ذلك جرى البخاري في "الصحيح" (١) فأخرج رواية الزهري عن الأغر ولم يخرج رواية الزهري عن سعيد، وأخرج مسلم (٢) روايتي الزهري جميعًا: فروى عن يحيى بن يحيى وعمرو الناقد عن سفيان كما في الكتاب، وعن أبي الطاهر وغيره عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن الأغر، وحكم بصحة الروايتين وسماع الزهري منهما جميعًا: عليّ بن المديني، وغيره.

والحديث الثاني رواه البخاري (٣) عن عبد الله بن يوسف، ومسلم (٤) عن قتيبة بروايتهما جميعًا عن مالك.

وفي الحديثين بيان فضل التبكير إلى الجمعة.

وقوله: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ ... " إلى آخره: يعني: أن الملائكة يكتبون ثواب الساعين إلى الجمعة على مراتب مبادرتهم، فإذا خرج الإِمام من مكانه وتصدى للخطبة طووا الصحف واستمعوا الخطبة، ثم بين بقوله: "والمهجرّ إلى الصلاة ... " إلى آخره تفاوت الدرجات ومقاديرها، والتهجير إلى الصلاة: قيل هو التبكير إليها، لغة حجازية، وقيل: هو السعي إليها في الهاجرة، والهاجرة والهجير: نصف النهار.

واختلفوا بحسب التفسيرين في أن السعي إلى المسجد لصلاة الجمعة من أول النهار أفضل أم من وقت الزوال؟

وسنذكر مثله في الرواح في الحديث الثاني.

وقوله: "من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة" قيل: كغسله


(١) "صحيح البخاري" (٩٢٩).
(٢) "صحيح مسلم" (٨٥٠/ ٢٤).
(٣) "صحيح البخاري" (٨٧٧).
(٤) "صحيح مسلم" (٨٥٠/ ١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>