عنه جماعة منهم: يونس بن محمَّد المؤدب، وسريج بن النعمان، والنضر بن شميل؛ وأورده البخاري (١) عن محمَّد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري، عن أبيه عبد الله بن المثنى بن عبد الله، عن عمه ثمامة بن عبد الله بن أنس، واللفظ أن أنسًا حدثه أن أبا بكر كتب له هذا الكتاب لما وجهه إلى البحرين: بسم الله الرحمن الرحيم هذِه فريضة الصدقة التي فرضها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المسلمين، التي أمر الله به رسوله، فمن سئلها من المسلمين على وجهها فليعطها ... إلى آخره" وذكر فيه صدقة الغنم وغيرها.
وقول الشافعي بعد رواية حماد عن ثمامة: "وأحسب من حديث حماد عن أنس أنه قال: دفع إليَّ أبو بكر كتاب الصدقة" إشارة إلى الزيادة التي رواها البخاري من ذكر أبي بكر -رضي الله عنه-.
والحديث معدود من مسند أبي بكر، وفي الباب عن عمر، وابنه عبد الله، وأبي سعيد الخدري، وعمرو بن حزم.
وقوله: "هذِه الصدقة" ترجمة الكتاب وعنوانه كما يقال: هذا كتاب كذا ومحضر كذا ثم يبدأ بكتابته.
وقوله: "ثم تركت الغنم وغيرها وكرهها الناس" روى المزني في "المختصر" حديث القاسم عن المثنى ولم يذكر هذِه الكلمات ونقلها أبو العباس عن "الأم" ولا يتنقح مقصودها ومعناها كما ينبغي، ويمكن أن يريد: هذِه فريضة الصدقة في الإبل والغنم على ما عرفت اشتمال الحديث على صدقة الغنم في سائر الروايات، وتركت الغنم وغيرها غير زكاة، وكره الناس الصدقة وتهاونوا في أدائها؛ ويمكن أن يريد: تركت الغنم وغيرها في هذِه الرواية" وقد تقرأ: تركتُ