ولا يصلح لشيء فيما نرى إلا للحركة الراقصة الجنونية، وقد استفاد منه الصوفية في بعض منظوماتهم التي تنشد لتخلق نوعًا من "الهستريا"، مثل الكلمة المنسوبة للغزالي في دلائل الخيرات:
الأزمة مفتاح الفرج
والرجز أعلى مرتبة من الخبب - أعني القصير من الرجز. وأوزانه على كثرتها تدور كلها حول ثلاثة أنواع: أولها، أن تكرر كلمة "مستفعلن" أربع مرات، ومثاله من الشعر قول دريد بن الصمة:
يا ليتني فيها جذع ... أخب فيها وأضع
أقود وطفاء الزمع ... كأنها شاة صدع (١)
وكالتفريع من هذا أن تقول:
قد كان لا يعرف يأ ... سًا أو يحس الوجلا
يمزج بالشباب وهـ ... ـو كالمدام الأملا
فالآن إذ زال الشبا ... ب سله ماذا فعلا
ووزن النوع الثاني من الرجز القصير يجيء بأن تكرر "مستفعلن مستفعل"، أو "مُستخرج مستخرِجْ" مرتين. وهذا بحسب نظام العروضين ليس من الرجز، ولكن من المنسرح المنهوك. وعندي أن هذا تكلف، ولأن يعد رجزًا أشبه.
ويجيء الوزن الثالث من الرجز القصير بتكرار نحو "معلم" أربع مرات،
(١) الجذع: الصغير. والأوطف والوطفاء من الإبل: الكثير الوبر. والزمع: شعيرات تكون في الرسغ. والشاة: الثور البري. وصدع صفة له: أي قوي والصدع نوع من الوعول: أي ليتني كنت شابًا أقود ناقة هذه صفتها.