للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ويعادل هذا من أوزان العروضين "متفعلن" وهو نفس "مستفعلن" وهو نفس "مستفعلن" دخله الخبن: وهو حذف الثاني الساكن) ومثاله قول شوقي (مجنون ليلى ص ٧٩ - ٨٠):

نقول حين نصطدم ... بسادة أو بخدم

صمم صمم صمم صمم ... عمى عمى عمى عمى

والوزنان الأول والثاني من الرجز القصير خفيفان، وفيهما حركة سعرية متلاحقة، ولذلك فإنهما يصلحان للأناشيد المدرسية وما بمجراها من أشعار الصغار. وقد وفق أحمد شوقي في استعمالها في منظر العفاريت من "مجنون ليلى"، فنغم البحرين (ويمكن استعمائهما معًا لتشابههما) قد أشاع في المنظر نفحة مرحة تناسب عفاريت الشعر الظرفاء الذين خلقهم خيال الشاعر.

وهاك مثالا من هذا المنظر:

نشيد الجن:

هذا الأصيل كالذهب ... يسيل بالمرعى عجب

على الوهاد والكثب

الرقص يبعث الطرب ... هلم يا جن العرب

هلم رقصة اللهب ... إذا مشي على الحطب

نحن بنو جهنما ... نغلي كما تغلي دما (١)

نثور في الأرض كما ... ثار أبونا في السما

نحن الرعود القاصفه ... نحن الرياح العاصفه

والظلمات الزاحفه ... عرمرمًا عرمرما

لنا وما لنا صور ... نرى ونسمع البشر

ولا يرون من حضر ... منا ومن تكلما

نقول حين نصطدم ... بسادة أو بخدم


(١) خير في هذا الموضع نصب "بني" على الاختصاص. بل لعل ما صنع شوقي أجود إذ هؤلاء العفاريت يعرفوننا بأنفسهم ههنا وكأنهم بذلك يفتخرون والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>