رحم الله شوقيًا، فقد كان عامر النفس بالمرح والنشوة مع زهو في ذلك. وقد أصاب في اختيار الرجز القصير لهذا النشيد الحلو المهتز الفرح الذي وضعه على ألسن الجن. تأمل اضطراد النغم وسلاسته. وأكاد أزعم أن الشاعر لم يختر اسم عضرفوت لأحد عفاريته إلا بعد أن فرغ من كتابته أو صياغته، وأوحى إليه هذا التوفيق أن يرفد عضر فوتًا بجني آخر يجعله في القافية، ويسميه عسرًا، ثم بغير ذلك من أسماء الجنان. ومن حذق شوقي وبراعته أنه حول الوزن إلى غير الرجز عندما أخذ في الحوار، وخرج من النشيد (قوله بني الجن).