للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مناة واللات والعزى ويقدمونهن كل التقديم، وهذه كما ترى أسماء إناث. وقد كانت لهم آلهة مثل هبل وود وسواع ونسر ويغوث ويعوق وذي الخلصة.

وقد تعلم من استقراء أخبار القدماء أن حج المشركين في الجاهلية كانت تختلط به طقوس الخصوبة. من ذلك ما ذكره ابن إسحق من أن الرجال كانوا يطوفون بالبيت عراة وأن النساء كن يرتدين أقبية مشقوقات لا تكاد تستر وكُن يطوفن ويغنين (١):

اليوم يبدو بعضه أو كله ... وما بدا منه فلا أُحله

وقد تعلم أيضًا أن إسافًا ونائلة مما ألهته قريش، وخبرهما أنهما رجل وامرأة أحدثا في الحرم فيه فمسخهما الله حجرين، والمسخ يناقض ما صارا إليه من التأليه لولا أن يكون ما فعلاه في القديم قد كان رسمًا من رسوم الخصوبة وطقوسها.

وما يذكرونه من عبادة الدوار وهو صنم كانت تطوف به العذاري- وهو الذي ذكره امرؤ القيس في قوله:

فعن لنا سرب كأن نعاجه ... عذاري دوار في ملاء مُذيل

يحف به لون غير خاف من ألوان الخصوبة وطقوسها.


(١) السيرة ١ - ٢٢٠.
وفي سيرة ابن إسحق المخطوطة من رواية العطاردي عن يونس بن بكير (قطعة مخطوطة بخزانة الوثائق بالرباط من المملكة المغربية رقم ج-١٢ ص ١٩) عن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه قال لم يكن أحد يطوف بالكعبة عليه ثياب إلا الخمس وكان بقية الناس الرجال والنساء يطوفون عراة إلا أن تحتسب عليهم الخمس فيعطون الرجل أو المرأة الثوب فيلبسه. أ. هـ) وفي المخطوطة أيضًا: «فإذا ادخلوا الحرم وضعوا أزوادهم التي جاءوا بها وابتاعوا من طعام الحرم أثيابًا من ثياب الحرم، أما عارية وأما بإجارة فطافوا فيها فإن لم يجدوا طافوا عراة. أما الرجال فيطوفون عراة وأما النساء فتضع إحداهن ثيابها كلها إلا درعًا تطرحه عليها ثم تطوف فيه فقالت امرأة من العرب وهي كذلك تطوف:
اليوم يبدو بعضه أو كله ... وما بدا منه فلا أحله. أ. هـ»
وانظر تفسير الآية ٢٨ من الأعراف عند ابن جرير.

<<  <  ج: ص:  >  >>