للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان غيرهم من العرب والسامين يعبدونها أيضًا. ومهما يكن من شيء فالنار رمز قديم في العبادة، من شواهد ذلك قصة ابني آدم إذ قربا قربانًا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر، وكانت علامة القبول أن أكلته النار.

واتصال معنى الخصوبة بالنار عند العرب بين جلي في رمزيتها المشهورة للكرم.

قال المعري:

نار لها ضرمية كرمية ... تأريثها إرث عن الأسلاف

تسقيك والأري الضريب ولو عدت نهي الإله لثلثت بسلاف

وقال الأعشى:

لعمري لقد لاحت عيون كثيرة ... إلى ضوء نار باليفاع تحرق

تُشب لمقرورين يصطليانها ... وبات على النار الندى والمحلق

ونار الحرب لا تخرج عن هذا المعنى لاتصال ما بين الفروسية والكرم، قال الفرزدق:

وأضياف ليل قد نقلنا قراهم ... إليهم فأتلفنا المنايا وأتلفوا

قريناهمو المأثورة البيض قبلها ... يُثج العروق الأيزني المثقف

وقال القطامي:

حتى إذا ذكت النيران بينهم ... للحرب يُوقدون لا يُوقدن للزاد

فاستعجلونا وكانوا من صحابتنا ... كما تعجل فراط لوراد

نقريهم لهذميات نقد بها ... ما كان خاط عليهم كل زراد

وأحسب أن النار قد كانت مما يُرمز به من قريب أو من بعيد إلى خصوبة الأنثى وحيويتها وحرارة ما يكون من اشتهائها. وقد قرنت العرب قرنًا قويًا بين

<<  <  ج: ص:  >  >>