وفي البرق:
يا برق طالع منزلاً بالأبرق ... واحد السحاب له حُداء الأينق
وكأنه قد كان له في الاستهلال بذكر المطر ولع خاص، وفي ما رأيت شاهد، وأوضح وأدل قوله:
سقى عهد الحمى سبل العهاد ... ورُوض حاضر منه وبادي
وقوله:
ديمة سمحة القياد سكوب ... مستغيث بها الثرى المكروب
لو سعت بُقعة لإعظام نُعمى ... لسعى نحوها المكان الجديب
ولاحق بهذا الباب قوله في الربيع:
رقت حواشي الدهر فهي تمرمر ... وغدا الثرى في حليه يتكسر
وشبيه بهذا قول المتنبي:
مغاني الشعب طيبًا في المغاني ... بمنزلة الربيع من الزمان
هذا والنار مما يلحق بالبرق في باب الشوق، كما قد رأيت البرق يلحق بها في رمزية العبادة الغامضة، من ذلك قول النابغة:
ألمحة من سنا برق بأي بصرى ... أم وجه نُعم بدا لي أم سنا نار
وقد مر بك قول امرئ القيس «كنار مجوس تستعر استعارًا»، وقول عدي بن زيد:
يا لُبيني أوقدي النارا ... إن من تهوين قد حارا
وقال جرير:
أهوى أراك برامتين وقُودًا ... أم بالجزيرة من مدافع أُودا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute