والسقيا لاحقة بهذا الباب وتدخل فيها التحية كقولهم «يا اسلمي»: من ذلك قول المرقش:
ألا يا اسلمي لا صُرم لي اليوم فاطما ... ولا أبدًا ما دام وصلك دائمًا
ومما يدلك على أن هذا لاحق بالسقيا قوله في هذه الكلمة نفسها:
ألا يا اسلمي بالكوكب الطلق فاطما ... وإن لم يكن صرف النوى متلائمًا
وقال جرير في تفصيل هذا المعنى:
ألا حي أهل الجوف قبل العوائق ... ومن قبل روعات الحبيب المفارق
سقى الحاجز المحلال والباطن الذي ... يُشن على القبرين صوب الغوادق
وقد مر بك قوله في البرق. وله من الاستهلال بصريح السقيا قوله:
قل للديار سقى أطلالك المطر ... قد هجت شوقًا فماذا ترجع الذكر
وقوله:
سقيًا لنهي حمامة وحفير ... بسجال مُرتجز الرباب مطير
متى كان الخيام بذي طُلوح ... سُقيت الغيث أيتها الخيام
وله من نحو هذا كثير.
وللمولدين في البرق والمطر والسقيا والتحية مطالع كثيرة مما يؤثرونها أي إيثار، وأحسب أبا تمام ممن عبدوا هذا الطريق، وله في السقيا نحو قوله:
أسقى طُلولهم أجش هزيم ... وغدت عليهم نضرة ونعيم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute