ويعجبني من أقوال المتأخرين في هذا الباب قول مهيار:
يا نسيم الصبح من كاظمة ... شد ما هجت الجوى والبرحا
الصبا إن كان لا بد الصبا ... إنها كانت لقلبي أروحا
يا نداماي بسلع هل أرى ... ذلك المغبق والمُصطبحا
اذكرونا ذكرنا عهدكمو ... رُب ذكرى قربت من نزحا
واذكروا صبا إذا غنى بكم ... شرب الدمع وعاف القدحا
قد عرفت الهم من بعدكمو ... فكأني ما عرفت الفرحا
وروى اليافعي في روض الرياحين على لسان امرأة صالحة:
كتمت الوشاة غرامي بكم ... وحُبكم في حشى أضلعي
وموهت عنكم بوادي النقا ... وسكان رامة والأجرع
ولولاكمو ما ذكرت الهوى ... ولا حن قلبي إلى لعلع
ونحو هذا كثير.
ولابد من التنبيه بعد على مكان البرق والمطر من مطالع القصائد، وهذا باب يطول فنجتزئ منه بيسير. وقد مر بك قول امرؤ القيس:
أعني على برق أراه وميض ... يُضيء حبيا في شماريخ بيض
وله أيضًا:
أصاح ترى بريقًا شب وهنا ... كنار مجوس تستعر استعارًا
فجمع بين البرق والنار كما ترى.
وقال يستهل بذكر المطر:
ديمة هطلاء فيها وطف ... طبق الأرض تحرى وتدر