للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا، وفي اسم اليمامة- وهو اسم الزرقاء المنصوص عليه ههنا (١) ما يدل على رابطة شديدة بينها وبين الحمامة. ذلك بأن اليمامة والحمامة بمعنى واحد. ويقال إن اليمامة في ما يألف البيوت من الحمام. وإن صح هذا فهو أدل على ما نحن بصدده، إذ الزرقاء امرأة والنساء مما يألفن الكن والظل، ثم إنها كانت من أهل الحاضرة لا البادية بدليل كونها من مدينة جو وعلى بابها صلبت، والف البيوت أعلق بالحضر والحواضر.

وهذا ولا أحسبني أباعد إن ظننت أن الحمامة التي أكملت عدد الحمام مائة في بيت النابغة.

فأكملت مائة فيها حمامتها ... وأسرعت حسبة في ذلك العدد

هي زرقاء اليمامة نفسها. وعسى أن يكون معنى القول المنسوب إليها:

ليت الحمام ليه ... إلى حماميته

أي إلى حمامة نفسي «أي» الحمامة التي هي «أنا». وقد يوقف شيئًا عند قول النابغة:

فحسبوه فألفوه كما زعمت ... تسعًا وتسعين لم تنقص ولم تزد

إذ نحن نعلم الأثر الوارد في أسماء الله الحسنى أن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة. والإحصاء معناه الحساب. والنابغة يقول: «وأسرعت حسبة في


(١) قد تذكر بعض المصادر أسماء أخرى للزرقاء منها عناق ولكن هذا أشهرها، وباسمها كما تقدم من قول الشارح سميت اليمامة (البلد) باليمامة.
والعناق الشابة من المعزى وفي الغزلان صنف من المعزى شابته عناق وتشبيه المرأة بالحمامة وبالغزالة في باب الخصوبة أمر متقارب.
وعناق أول امرأة زنت، قيل بنت أبينا آدم وعوج بن عناق ابنها والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>