للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي يلي من هذا الفصل إن شاء الله.

فمن أمثلة ما قالته العرب في باب السرعة، بيت لبيد في المعلقة:

ترقى وتطعن في العنان وتتقي ... ورد الحمامة إذ أجد حمامها

وقوله في أخرى:

كأن سراعها مُتواترات ... حمام وارد قبل الحمام

وقول بشر بن أبي خازم في الخيل:

يُبارين الأسنة مُصغيات ... كما يتفارط الورد الحمام

وقول زهير يصف فرسه:

كأنها من قطا الأحباب حلأها ... ورد وأفرد عنها أختها الشرك

وهذا أسرع لنجائها، والورد ههنا القوم الواردون.

وقال سويد بن أبي كاهل يصف الخيل، وقيل يصف الإبل:

يدرعن الليل يهوين بنا ... كهوي الكدر صبحن الشرع

والكدر من القطا، يقال قطا جون وقطا كدر. وقد تذكر العرب القطاة تريد الحمامة والحمامة تريد القطاة. بل ربما ذكروا غير ذلك من الطير كالذي فعله الراعي حين ذكر الهداهد وهو فرخ الهدهد (١) فنعته بما ينعت به فرخ الحمامة- قال:

كهداهد كسر الرماة جناحه ... يدعو بقارعة الطريق هديلا

رتع الربيع وقد تقارب خطوه ... ورأى بعقوته أزل نسولا

مُتوشح الأقراب، فيه نهمة ... نهش اليدين تخاله مشكولاً


(١) قالوا: كأن فعالل بضم الأول وكسر ما قبل الآخر من صيغ التصغير وند عني موضع ذلك والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>