للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وههنا مع الجناس إشارة لمعنى الفواقد والعوائد والسقيم كما قدمنا:

لا تمنعني وقفة أشفي بها ... داء الفراق فإنها ماعون

أي زكاة وأشار إلى قوله تعالى {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}

واسق الأثافي من شئونك ريها ... إن الضنين بدمعه لضنين

وقد سقى الأثافي بالدمع ههنا وهو أخو المطر، وإنما سقياها لفح النار وتلويحها- وقد تقدم ما قلناه في هذا الصدد:

والنؤى أهمد شطره وكأنه ... تحت الحوادث حاجب مقرون

وهذا كقوله «مثلما انفصم السوار»

حُزن غداة الحزن هاج غليله ... في أبرق الحنان منك حنين

سمة الصبابة زفرة أو عبرة ... مُتكفل بهما حشى وشئون

لولا التفجع لادعى هضب الحمى ... وصفا المُشقر أنه محزون

أي لولا أنه لا يقدر أن يتفجع. وصفا المشقر لا شك من الأثافي.

وقال أبو الطيب فأشار إلى ما جاء في نعت الدمن وآثارها من أثفية ومُنتأى وجمع في تشبيههن بين صور الطبيعة وصور الأناسي، وهو على كل حال أوضح مذهبًا وأقرب مأتى من أبي تمام كما يعلم:

قف على الدمنتين بالدو من ر ... يا كخال في وجنة جنب خال

بطلول كأنهن نجوم ... في عراص كأنهن ليالي

ونؤي كأنهن عليهن ... خدام خُرس بسوق خدال

<<  <  ج: ص:  >  >>