للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال جرير:

هل بالنقيعة ذات السدر من أحد ... أو منبت الشيح من روضات أعيار

سقيت من سبل الجوزاء غادية ... وكل واكفة السعدين مدرار

والسعدان من النجوم، سعد السعود وسعد الأخبية.

وهذا وتأليه النجوم وما حولهن من معاني السقيا والنور يجعلهن كأنهن باب مفرد وحده، بغض النظر عن صلتهن بالليل. والشمس وهي كبراهن إنما تظهر بالنهار. وقال جرير في عمر بن عبد العزيز:

فالشمس طالعة ليست بكاسفة ... (تبكي عليك) نجوم الليل والقمرا

وقد كانوا في الكسوف مما يرون النجوم نهارًا، ويرون منهن خلاف ما يرى في الليل. وزعموا أن يوم حليمة بدت كواكبه نهارًا لما غطا الغبار على الكون ومنه المثل «ما يوم حليمة بسر». وقال طرفة بن العبد يصف امرأة:

إن تنوله فقد تمنعه ... وتريه النجم يجري بالظهر

ظل في عسكرة من حُبها ... ونأت شحط مزار المدكر

وسكن الحاء من شحط وهي فعل ماض جيء به على سبيل التعجب، أو هي مصدر منادى محذوف أداة النداء للتعجب.

والشمس كما قدمنا كانت من الآلهة عهد الخصوبة الأولى وفي أزمان الجاهلية لا بل كانت رأس الآلهة عند أكثر الساميين الأولين.

وقال ابن منظور في اللسان (مادة أله):

«وقد سميت العرب الشمس لما عبدوها الإلهة والألهة الشمس الحارة، حكى عن ثعلب والأليهة والألاهة كله الشمس، اسم لها، الضم في أولها عن ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>