وقال ذو الرمة وذكر النجم ولمح إلى تشبيه حبيبته بالشمس:
سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا ... مُحياك أخفى ضؤوه كل شارق
ويجوز أن يكون قد أراد التشبيه بالقمر لكن إخفاء الشمس للكواكب أشد وأعم وأتم وذكر العرب القمر في معرض تشيه المرأة قليل كما سنذكر وقال أبو تمام:
لحقنا بأخراهم وقد حوم الهوى ... قلوبًا عهدنا طيرها وفي وُقع
فردت علينا الشمس والليل راغم ... بشمس لهم من جانب الخدر تطلع
نضا ضوؤها صبغ الدجنة وانطوى ... لبهجتها ثوب بالظلام المجزع
فوالله ما أدري أأحلام نائم ... ألمت بنا أم كان في الركب يُوشع
وعهدي بها تُحيي الهوى وتُميته ... وتشعب أعشار الفؤاد وتصدع
وهذا باب واسع.
وقد شبه الرجال بالشمس في باب البراعة والجلال ولكن هذا مما يدخل في باب الأغراض كالمديح وما إليه- من ذلك قول النابغة:
فإنك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
وهذا القري كثير وليس من هذا الباب وإن كان قد يداخله. ومثله قول الأعشى في نفسه لما حكم بين عامر وعلقمة:
حكمتموه فقضى بينكم ... أبلج مثل القمر الزاهر
وتشبيه الوجوه الجميلة بالقمر سبيل سابلة قال الأعشى كما رأيت:
حكمتموه فقضى بينكم ... أبلج مثل القمر الزاهر
وقال:
أريحي صلت يظل له القو ... م ركودًا قيامهم للهلال