ويقوي ما ذهب إليه قول امرئ القيس:
أرى أم عمرٍ ودمعها قد تحدرا ... بكاءً على عمرٍ وما كان أصبرا
وما أرى إلا أن امرأ القيس قد أراد بأم عمر وههنا عمرو بن قميئة نفسه لا أمه.
وقال الأعشى:
تقول ابنتني حين جد الرحيل ... أرانا سواءً ومن قد يتم
وقال الراعي:
قال خليدة ما عراك ولم تكن ... أبدًا إذا عرت الشئون سئولاً
أخليد إن أباك ضاف وساده ... همان باتا جنبه ودخيلا
وإنما يكنون بالبنت في هذا الباب، ليكون ذلك أبلغ في التأثير. وقد يذكرون الزوجة كما فعل جرير حيث قال:
تعزت أم حزرة ثم قالت ... رأيت الموردين ذوي لقاح
وذكر جرير ابنته جعادة وابنه موسى فقال:
نظرنا نار جعدة هل نراها ... أبعدٌ غال ضوءك أم خمود
لحب الوافدان إلي موسى ... وجعدة لو أضاءهما الوقود
تعرضت الهموم لنا فقالت ... جعادة أي مرتحلٍ تريد
ومن أجود الكنايات في هذا المعنى قول الخارجي يذكر بناته وقد كره الخروج:
لقد زاد الحياة إليّ حبًا ... بناتي إنهن من الضعاف
أُحاذر أن يذقن اليتم بعدي ... وأن يشربن رنقًا بعد صاف
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute