طربن للمع البارق المتعالي ... ببغداد وهنًا ما لهن ومالي
وهو أدخل في باب الاستهلال بالبرق كما ترى.
وللمعرى في هذه اللامية كلمات حسان في حنين الإبل منها قوله:
تلون زبورًا في الحنين منزلاً ... عليهن فيه الصبر غير حلال
وأنشدن من شعر المطايا قصيدة ... وأودعنها في الشوق كل مقال
ونحو هذا كثير من الشعر القديم والمولد.
هذا ونختم هذه التكملة بذكر المرأة، كما قد بدأنا حديث الشوق والحنين بها. وذلك أنها كما يرمز برموز الحنين إليها، يرمز بها أيضًا إلى الحنين. وهذا المعنى مستقى بعضه مما يصحب ذكرها عندهم من معاني العبادة الأولى الغامضة، وأكثره من محاولة طلب الراحة حينما يهم الشاعر بالتعبير عن عناء الحياة. وكل هذا مما يدخل في باب الغزل وسبيلنا الآن إليه. غير أننا ننبه في هذا الموضع إلى ما يقع من كنايات الشعراء عن أنفسهم ببناتهم. قال عمرو بن قميئة:
قد سألتني بنت عمرو عن الـ ... أرض التي تنكر أعلامها
تذكرت أرضًا بها أهلها ... أخوالها فيها وأعمامها
لما رأت ساتيد ما استعبرت ... لله در اليوم من رمها
قال ابن يعيش في المفصل (١): «وقال أبو الندى، وإنما أراد عمرو بن قميئة بهذه الأبيات نفسه لا ابنته فكنى به نفسه أ. هـ»