والهنود فلا يعقل أن يكن جميعهن زوجات له، والله أعلم.
وفي الجارة يقول امرؤ القيس:
أيا جارتا إنا غريبان ههنا ... وكل غريبٍ للغريب نسيب
ويقول الشنفري:
فيا جارتا وأنت غير مليمةٍ ... إذا ذُكرت ولا بذات تقلت
وسنعرض لهذا من بعد إن شاء الله.
وقد سبق الحديث عما يجيء في البنت وأكثره من باب الحنين.
وفي العاذلة قول الآخر:
وعاذلةٍ هبّت بليلٍ تلومني ... وفي كفها كسر أبحٌ ردوم
وهذه زوجته لا ريب. وقال زهير في حصن بن حذيفة:
بكرت عليه غدو فوجدته ... قعودًا لديه بالصريم عواذله
وهؤلاء قد يكن زوجات أو قرائب أو جميع ذلك معًا.
وباب الزوجة والعاذلة مما يستقل وحده، فما دخل منه في الباب فصلناه لك في موضعه إن شاء الله.
هذا، ومما كانوا يكنون به صفات يصفون بها المحبوبة وساعات اللقاء وذكريات اللهو وما يجري هذا المجرى. وهذا هو باب النعت الذي ذكرنا لك في أول كلامنا هذا، أنه لا يمكن فصله عن الغزل إلا على قبح من التكلف.
أما هذه الصفات فهي نماذج اتفقوا عليها، بعضها متعلق بمعاني الشوق وبعضها متعلق بمعاني الجمال، وبعضها متعلق بمعاني الوصل واللهو واللذة. وسنعرض