للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا سكرت فإنني ... رب الخورنق والدير

وإذا صحوت فإنني ... رب الشويهة والبعير

المثالان الأولان من قبيل الوصايا، والمثال الثالث مجرد تغن، وكلها فيها مذهب خطابي، أعني أن الشاعر فيها يقف منك موقف المخاطب لا المطرب كما في قول مهيار مثلا:

أين ظبا المنحنى ... سوالفا وأعينا

ورب رسم ماثل ... أعجم ثم بينا

فقال من هنا طلعـ ... ن وغربن من هنا

ولا القاص كما في قول كثير أو المعلوط السعدى ولعل ذلك أصح (١)

ولما قضينا من منى كل حاجة ... ومسح بالأركان من هو ماسح

الأبيات .. !

ولا المتأمل كما في قول امرئ القيس:

أصاح ترى برقًا أريك وميضه ... كلمع اليدين في حبي مكلل (٢)

وقل أن تجد في الشعر العربي كاملًا مذيلًا أو مرفلا لا يصدق عليه ما ذكرنا وأزيدك أمثلة: حائية أمية بن أبي الصلت في السيرة، التي رثى بها قتلى بدر "ماذا


(١) لأن كثيرًا من أهل مكة والمعلوط من أهل نجد ووصف الرحلة بعد الحج أشبه بحاله لا بحال كثير إلا أن سلاسة الأسلوب مع جزالته تشبه مذهب كثير.
(٢) من المعلقة. قوله كلمع اليدين، يعني كإشارة من يشير بيديه من بعد ويرفع ثوبًا أو نحوه ويناديك إليه.
والحبي: السحاب الثقيل: وما نرى إلا أن في قوله كلمع اليدين إشارة إلى قوله "تصد وتيدي" وقد عرضنا لهذا بنوع من التفصيل في المرشد الثالث إن شاء الله. وفي سواه فلينظر والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>