للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ببدر والعقنقل إلخ" فهذه أريدت للنوح وسياق الكلام فيها خطابي اللهجة، ومثال آخر قول السيد الحميري (١).

امرر على جدث الحسين ... فقل لأعظمه الزكيه

آأعظما لا زلت من ... وطفاء ساكبة رويه

وإذا مررت بقبره ... فأطل به وقف المطيه

وابك المطهر للمطهـ ... ـر والمطهرة النقيه

كبكاء معولة أتت ... يومًا لواحدها المنيه

وهذا كله دعاء واستيقاف، وفيه نفس من التلطف شبيه بما في لامية العدواني، وبائية الحمداني، وميمية يزيد بن الحكم الكلابي "يا بدر والأمثال ورائية الحماسي حيث يقول: "وإذا سكرت، وغذا صحوت" -مع اختلاف غرضه عن جمع هؤلاء.

ولا يصلح تطويل القصائد في الكاملين: المذيل، والمرفل، إن لم يكن فيها هذا اللون الخطابي اللطيف الذي ذكرناه (وانظر كامليات الأعشى المرفلات). ولهذا السبب تجد أكثر مطولات مهيار وسبط ابن التعاويذي فيهما باهتة فاترة. إلا أن للثاني منهما نونية في المرفل رثى بها فقد ناظريه لا بأس بها (٢). ومنها قوله (والضمير يعود للدنيا):

فكأنني لم أسع فيـ ... ـها في طريق مرتين

وكأنني متعت منـ ... ـها نظرة أو نظرتين

وهذان البحران كثيران في الشعر المعاصر (٣). وأسير قصيدة جاءت فيه منهما


(١) الأغاني ٧ - ٢٤٠ - ٢٤١.
(٢) ديوانه ٤٣٥ - ٤٣٨.
(٣) قد تجاوز الشعر المعاصر كل ذلك إلى النفعيلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>