أبصارهن إلى الشبان مائلةٌ ... وقد أراهن عني غير صداد
إذ باطلي لم تقشع جاهليته ... عني ولم يترك الفتيان تقوادي
كنية الحي إلى آخر ما قال.
ونريد أن نفيض شيئًا في الحديث عن أول هذه القصيدة وعن آخرها، ولكن ذلك قد يلج بنا استطراده شيئًا كثيرًا عما نحن بصدده، فحسبنا هذا القدر.
وإذ رأيت هذه الأمثلة الثلاثة فالقياس عليها والتفريغ منها ليس بمشكل. وقد تعلم أيضًا أن من نماذجها ما يختصر كما يختصر من نماذج غيرها، كقول المرقش:
بل هل شجتك الأظعان باكرةً ... كأنهن النخل من ملهم
وقال بشر بن أبي خازم:
ألا ظعنت لنيتها إدام ... وكل وصال غانيةٍ رمام
وقد بسط شيئًا في الرائية ثم خص ظعينة بالنعت وهذا مذهب وكان امرؤ القيس مما يختصر ويطيل معًا -فعل ذلك في رائيته «سما لك شوق بعد ما كان أقصرا» وهي من الروائع.
وخالط المرقش الأصغر نعت الظعائن والترائي بمعان متداخلات من قري ما ذهب إليه زهير وما ذهب إليه المثقب- وتجربته باب وحدها، يوقف عندها في موضع ذلك إن شاء الله.
وقال مزرد بن ضرار:
وقامت إلى جنب الحجاب وما بها ... من الوجد، لولا أعين الناس عامدي