للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كانت، فيما عدا الذي قدمنا من النعمة، توشك أوصافها لجسد المرأة التام الحسن أن تنحصر في نموذجين: أولهما الخمصانة السمهرية القوام، قال امرؤ القيس:

مهفهفةٌ بيضاء غير مفاضةٍ ... ترائبها مصقولةٌ كالسجنجل

وقال طفيل الغنوي:

كريمه حر الوجه لم تدع هالكًا ... من القوم هلكًا في غدٍ غير معقب

أسيلة مجرى الدمع خمصانة الحشى ... برود الثنايا ذات خلقٍ مشرعب

أي ذات طول مع أنها خمصانة فهذا يجعلها كالقناة السمهرية

تري العين ما تهوى وفيها زيادةٌ ... من اليمن إذ تبدو وملهى وملعب

وألفت القارئ إلى قوله «وفيها زيادة من اليمن» فهو داخل في قريّ ما كنا فيه من نعت الأخلاق. والشاعر كما ترى جعل يمن الطلعة وإشراق الروح مما تم به صفة الجمال ومما يتفاءل به ويتوسل به إلى السادة.

وقال عبيد بن الأبرص:

وفوق الجمال الناعجات كواعبٌ ... مخاميص أبكارٌ أوانس بيض

وقال:

ناطوا الرعاث لمهوى لو يزل به ... لا ندق دون تلاقي اللبة القرط

فذكر طول العنق وبالغ وفي طول العنق كناية عن طول القامة.

والنموذج الثاني الممتلئة المكتنزة قال امرؤ القيس:

برهرهةٌ رودةٌ رخصةٌ ... كخرعوبة البانة المنفطر

والأولى منظر، وهذه الثانية اشتهاء. قال عبيد:

<<  <  ج: ص:  >  >>