وهذا ظاهره من قول امرئ القيس:
خرجت بها أمشي تجر وراءنا ... على أثرينا ذيل مرطٍ مرحل
وسائره من معاني ما كان يفتن فيه معاصروه من تصوير الخفض. وقوله «شعرًا تلبسها بعد شعر» من قول الفرزدق:
لبسن الحرير الخسرواني دونه ... مشاعر من خز العراق المفوف
وكان المرار من حزب الفرزدق على جرير.
وكساؤه صاحبته مرة واحدة، فيه كالتمهيد للرجعة إلى سجفي النابغة ومتجردتهما. وقد وقف المرار ينظر شيئًا إلى الأعشى قبل أن يُخلص رجعته، كوقفته عند نعت المفضل والمشية أو نحو من ذلك، وذلك قوله:
عبق العنبر والمسك بها ... فهي صفراء كعرجون العمر
إنما النوم عشاءً طفلاً ... سنةٌ تأخذها مثل السكر
والضحا تغلبها وقدتها ... خرق الجؤذر في اليوم الخدر
وهي لو يعصر من أردانها ... عبق المسك لكادت تنعصر
ثم يرجع إلى نموذج النابغة في قوله:
أملح الناس إذا جردتها ... غير سمطين عليها وسؤر
لحسبت الشمس في جلبابها ... قد تبدت من غمام منسفر
صورة الشمس على صورتها ... كلما تغرب شمسٌ أو تذر
وهو آخر نعته، وهو مما بدأ به النابغة، كما ذكرنا آنفًا. والسمطان اللذان يذكرهما المرار، قد ذكرهما النابغة: أحدهما ذهب، وهو مما أعشاه، والآخر لؤلؤ، «أخذ الولائد عقده فنظمته». والسؤر زادها المرار ليجعلها في مقابلة الخلخال، الذي أخذ معناه من