للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويترجح عندي أن هذا الوزن ظل نشيديًا ترنميًا وخاصة بين الصغار والعامة إلى أوائل العهد العباسي. يدل على ذلك نظم أبي الشمقمق يهجو بشارا (١):

هللينه هللينه ... هللينه هللينه

إن بشار بن برد ... تيس أعمى في سفينه

فالرواة يخبروننا أن أبا الشمقمق لقن هذه الأبيات للأطفال، ولو لم يكن الوزن مألوفًا لديهم في ألعابهم ما كان فعل ذلك. والسيد الحميري -وكان يتعمد أن يشيع شعره بين العامة- هجا سوارًا القاضي بأبيات منه حتى فزع سوار إلى المنصور، ولعل السيد كان قد لقنها الأطفال (أو من يجري مجراهم من الكبار الذين لا يستحون) وهي قوله (٢):

يا أمين الله يا منصور يا خير الولاة

إن سوار بن عبد الله من شر القضاة

جده سارق عنز ... فجر في فجرات

وابن من كان ينادي ... من وراء الحجرات

يا هناة أخرج إلينا ... إننا رهط هناة

ومما ينسب إلى عنترة في السيرة [وهي من صنع المتأخرين بلا ريب]، مما يجري مجرى الأناشيد، قوله (٣):

أشعل النار ببأسي ... وأطاها بجناني

إنني ليث عبوس ... ليس لي في الخلق ثان

خلق الرمح لكفي ... والحسام الهندواني


(١) الأغاني ٣ - ١٩٥.
(٢) نفسه ٧ - ٢٦١، ٢٦٢.
(٣) ديوان عنترة "المكتبة التجارية، مصر" ١٧٠ - ١٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>