أحمده حمدًا على ما أنعم ووقى سبحانه لا يبلغ حمد الحامد مدى إحسانه، وأسأله قبول العمل وأن يكون صالحًا مجودًا خالصًا غير مشوب وأن يجنبنا فيه الزلات والسقطات وأن نبرأ فيه من العجب ومن الرياء والنفاق.
وصلى الله على سيدنا وهادينا {الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ}، وعلى آله الطاهرين وعلى صحبه الكرام السادة وسلم تسليمًا.
أما بعد أيها القارئ الكريم فإني قد فرغت من تأليف الجزء الأول من المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها في أخريات سنة ١٩٥٢ م وكانت بدايته في شهر أبريل منها ببخت الرضا بالدويم. الدويم على الشاطئ الأيسر من النيل الأبيض على بعد مائة وعشرين ميلًا أو نحو ذلك جنوبي الخرطوم، وبخت الرضا ناحية منها كان بها معهد التربية ومدارس إعداد المعلمين. وشرعت بعد الفروغ من الجزء الأول في تأليف الجزء الثاني وأكملته سنة ١٩٥٥ م بالخرطوم بعد طبع الجزء الأول بزمن يسير. ثم عدتني الشواغل عن مواصلة العمل فيه حتى أوائل الستين، فاستأنفت ذلك وفرغت من الجزء الثالث في ١٨ من يناير ١٩٦٣ م -وإنما أذكر هذا التأريخ لأنبه على تباعد فترة ما بين الجزء الثالث والجزئين الأولين وما يصحب ذلك من مراجعة المرء نفسه في بعض الأمور.
وقد نظرت في الأجزاء الثلاثة منذ وقت قريب. وقد جد لي نظر ورأي في بعض ما ذكرته في الجزء الأول، ولكني أوثر ألا أمسَّ شيئًا من ذلك بتغيير أو إضافة أو تبديل لأن تأليفه كله كان في نَفَسٍ واحد ببقية طيبة من الشباب وقد ذهب