وهذا شبيه جدًا بشعر الوليد بن يزيد، ولعل أبا نواس استخرجه منه.
ولأبي نواس في الرمل خمريات عدة جميلة، فانظرها في الكتاب القيم "ألحان ألحان" للأديب الفاضل، عبد الرحمن صدقي. وفي كتاب الأغاني من أمثلة الرمل القصير عند المحدثين أنواع وضروب.
وطبقات أبي تمام والبحتري والمتنبي والشعراء المداحين الذين جاؤوا بعد الطبقة الأولى من المحدثين لم يستكثروا من الرمل إلا أن هذا لم يمته، فقد كان متظرفة الكتاب وأصحاب المجون من ظرفاء الشعراء يتعاطونه كثيرًا، على أنهم لم يحسنوا فيه إحسان من قبلهم. ومن خير ما نظموه فيه كلمة الصنوبري [أوردها العاملي في ترجمته في كتاب أعيان الشيعة كاملة]:
أذكرا الدار اذكراها ... واحبسا العيس احبساها
وفيها يقول:
ورياض تلتقي آ ... مالنا في ملتقاها
سروها الداني كما تد ... نو فتاة من فتاها
وربما كان الرمل القصير قد مات بين المتأخرين كما مات كثير غيره من البحور لو لم يأخذ بيده أن أخاه الرمل الطويل قد أكثر أوائل الموشحين من استعماله. فهذا مهد لاستعمال الرمل القصير في الموشح ثم لغيره من البحور القصار.
وقد ذكرت في تمهيد هذا الكتاب أن كثيرًا من المعاصرين يستعملون الرمل في مسمطاتهم، وليس تعاطيهم للقصير منه بأقل من تعاطيهم لطويله إن لم يكن أكثر. والذي يرجع إليه الفضل الأكبر في تحبيب الرمل بنوعيه إلى شعراء العصر هو