للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المرحوم شوقي، فقد أحيا الموشح القديم في قصيدته "صقر قريش (١) ":

من لنضو يتنزى ألما ... برح الشوق به في الغلس

حن للبان وناجي العلما ... أين شرق الأرض من أندلس

بلبل علمه البين البيان ... بات في حبل الشجون ارتبكا

في سماء الليل مخلوع العنان ... ضاقت الأرض عليه شبكا

كلما استوحش في ظل الجنان ... عاد فاستضحك من حيث بكى

ارتدى برنسه والتثما ... وخطا خطوة شيخ مرعس

ويرى ذا حدب إن جثما ... فإن ارتد بدا ذا قعس

فمه القاني على لبته ... كبقايا الدم في نصل دقيق

مده فانشق من منبته ... من رأى شقي مقص من عقيق

وبكى شجوًا على شعبته ... شجو ذات الحسن في الستر الرقيق

سل من فيه لسانًا عنما ... ماضيًا في البيت لم يحتبس

وتر من غير ضرب رنما ... في الدجى أو شرر من قبس

والقصيدة في جملتها حسنة، وهي عندي أجمل أندلسيات شوقي. وقد استعمل شوقي الرمل في غير هذا الموشح فوفق جدًا، من ذلك قصيدته "الطيارون الفرنسيون" (٢):

قم سليمان بساط الريح قاما ... ملك القوم من الجو الزماما

وقد جارى بها كلمة مهيار:

أقبل العارض تحدوه النعامي ... فسقاك الري يا دار أماما


(١) الشوقيات ٢ - ٢١٤.
(٢) نفسه ٢ - ١٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>