ومن خير ما جاء في ميميته هذه قوله:
ما لروجي صاعدًا ما ينتهي ... أتراه آثر الجو فراما
كلما دار به دورته ... أبدت الريح امتثالا وارتساما
أنا لو نلت الذي قد ناله ... ما هبطت الأرض أرضاها مقاما
هل ترى في الأرض إلا حسدًا ... ورياء نزاعا وخصاما
وقوله:
في سبيل المجد أودى نفر ... شهداء العلم أعلاهم مقاما
خلفاء الرسل في الأرض هم ... يبعث الله بهم عاما فعاما (١)
قطرة من دمهم في ملكه ... تملأ الملك جمالا ونظاما
وقوله:
لطف الله بباريس ولا ... لقيت إلا نعيمًا وسلاما
روعت قلبي خطوة روعت ... سامر الأحياء فيها والنياما
أنا لا أدعو على "سين" طغى ... إن "للسين" وإن جار ذماما
لست بالناسي عليه عيشة ... كانت الشهد وأحبابا كراما
اجعلوها رسلكم أهل الهوى ... تحمل الأشواق عنكم والغراما
واستعيروها جناحًا طالما ... شغف الصب وشاق المستهاما
يحمل المضني إلى أرض الهوى ... يمنًا حل هواه أم شآما
ولعلك تتساءل ما نسبة ما ذكرته من شعر شوقي وهو رمل طويل إلى ما نحن بصدده من الحديث عن الرمل القصير؟ والحقيقة أن الوزنين شديدا القرابة،
(١) أستضعف "عاما فعاما" كما لا يعجبني قوله "نظاما". وفي متن شوقي لين.