للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا لأن القصير مجزوء من الطويل فحسب، ولكن لأن الطويل مع كثرة تفعيلاته دان جدًا من القصر في روحه، وخفيف النغمة للغاية، والتدرج منه غلى أخيه المجزوء كالخطوة الطبعية. ومن أجل ذلك لا أجد بدا من ذكره مع البحور القصار.

الرمل الطويل (١١)

وزنه: "فاعلاتن" مكررة ست مرات. وصدره غالبًا يكون على: "فاعلاتن فاعلاتن فاعلن" إلا أن يكون البيت مصرعًا: أي ذا قافية في الصدر والعجز. وتأتي في الرمل -كثيرًا- "فعلاتين" مكان "فاعلاتن" و"فعلن" مكان "فاعلن" في الصدر. وهاك مثالا لوزن الرمل من عبث الكلام:

ضاربات سابحات عائمات ... راقصات لابسات عاريات

عاشقات ساليات فعلن ... فرحات طربات ضاحكات

فرحات لا نعم لا لللا ... سابحات في الهوى مستبقات

قال عمرو قال عمرو قولة ... قال عمرو قال عمرو تتتات

ولقد أجمع رجلي بها ... حذر الموت وإني لفرور (١)

ولقد أعطفها كارهة ... حين للنفس من الموت هرير

كل ما ذلك مني خلق ... وبكل أنا في الروع جدير

وابن صبح سادرًا يوعدني ... ما له في الناس ما عشت نصير (٢)

هذا هو الوزن الأول من الرمل. فإذا حذفت النفاذ من آخره وقيدت القافية [أي إذا حذفت الإشباع الذي في آخر الروي وسكنت القافية] حصلت على الوزن الثاني هكذا:


(١) لعمرو بن معد يكرب الزبيدي - العقد الفريد ١ - ١٤٧.
(٢) ابن صبح - هذا حرف يطلق على من يجهل أصله، لأن أمه تلده بخفية، ثم تلقيه ليلا في موضع من المواضع ويسفر الصبح فيراه الناس، فلا يعرفون له أبا، فيقولون: هذا ابن الصبح.

<<  <  ج: ص:  >  >>