للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ} الآية. ولقوله تعالى، في سورة يس {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} الآية.

وقد لاحظ بعض العلماء أن في كتاب الله آيات توافق أوزان الشعر، كقوله تعالى، في سورة براءة ١٤: {وَيُخْزِهِمْ (١) وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} إذا وقفت عند النون (٢) كما كانت تفعل العرب بالقوافي المطلقة أحيانًا. وقد ذكر صاحب العقد الفريد في مقدمة فصله عن أوزان الشعر آيات سوى هذه. ونظم أحد الشهابين أبياتًا في البحور ضمنها آياتٍ من كتاب الله سوى ما ذكره ابن عبد ربه، كقوله:

يا مديد الهجر هل من كتاب ... فيه آيات الشفا للسقيم

فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن* ... "تلك آيات الكتاب الحكيم"

وهذا النظم رديء للغاية، وفيه مع ذلك من إساءة الأدب. على أني أسلم أن الشهاب كان حسن النية، وكان يقصد إلى التعليم فقط حين نظم هذه القصيدة وغيرها (٣)

وقد لوحظ مجيء الوزن في الحديث كقوله - صلى الله عليه وسلم -:

ما أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت

وكقوله في غزوة حنين (٤):


(١) ضم الميم قراءة ابن كثير وعندنا (أبو عمرو)، وعند حفص الميم ساكنة، وعلى هذا يكون في الآية إذا أجريت على وزن الوافر زحاف العقل في أول الأجزاء.
(٢) ذكر سيبويه في الجزء الثاني من كتابه، في الحديث عن الوقف، أن القوافي المطلقة يجوز إسكانها، نحو:
أقلي اللوم عاذل والعتاب
(٣) ورد نظم الشهاب كاملًا في الكتيب المدرسي ميزان الذهب للمرحوم الهاشمي طبع سنة ١٩٧٨ - ص ١٠٥.
(٤) قاله لما انكشف الناس عنه منهزمين. والخبر مشهور، وانظره في سيرة ابن هشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>