عماد النظم ما سبقت الإشارة إليه باسم روى البداية head-rhyme أو حرف المطلع أو الجناس الحرفي أو الداخلي، وحاكيناه بتكرار الميم والراء والكاف والفاء والعين ويلاحظ أن بعضه في الأصل خطي لا ينطق به، حرف k في الكلمة Known مع keel. وعندي أن هذا الأسلوب المعتمد على الجناس الحرفي أو الداخلي قد أخذه الإفرنج من العرب في القرون الوسطى، إذ كانت لغة العرب هذا لغة الحضارة والعلم، كما هي لغة نماذج الأدب الرفيع شعره ونثره. وكان القرن الحادي عشر الميلادي زمان نهضة عند الإفرنج وإقبال شديد على الأخذ من العرب اتصل بالقرون التي بعده، وزادته الحروب الصليبية في المشرق والمغرب حدة وعمقًا. وكانت أساليب البديع في النظم والنثر هن النماذج المقدمة.
ومن البديع لزوم ما لا يلزم في قوافي الشعر، ومن أغرب ما جاء من ذلك التزام حرف بعينه في أول البيت وفي الروى ونظموا على ذلك القصائد الطوال كالوتريات التي سنذكر من شأنها في باب المديح النبوي من بعد إن شاء الله -كقوله:
سلام سلام لا يحد انتشاره ... على من له نور يزيد على الشمس
فالسين هي حرف البداية وحروف الروى. وأحسب أن ما قويت عليه العربية في