وزعم أبو عمرو أن هذا البيت مسجدي أي صنعه المسجديون بالبصرة، وما أشبه هذا أن يكون صوابًا، وإنما نستشهد بهذا البيت بقصد الإشارة إلى قدم هذا النوع من تكرار الحروف، وأبو عمرو بن العلاء ومسجديوه كلاهما شيء قديم.
وقال الشنفري في التائية:
فبتنا كأن البيت حجر فوقنا ... بريحانةٍ ريحت عشاء وطلت
وقال تعالى:{فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} وقال تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} وقال تعالى: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (٤١) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (٤٢) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} وقال تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا} وهذا باب واسع قد مر تفصيل منه في الجزء الثاني من هذا الكتاب.