وللحريري في المقامات من المنثور قائلًا:«فتذمرت المرأة وتنمرت وحسرت عن ساعدها وشمرت وقالت له يا الأم من مادرٍ وأشأم من قاشرٍ وأجبن من صافرٍ وأطيش من طامر».
وله في أخرى في صفة الدهر «كم طمس معلمًا وأمر مطعمًا وطحطح عرمرما ودمر ملكًا مكرمًا همه سك المسامع وسح المدامع وإكداء المطامع وإرداء المسمع والسامع».
والعربية تستطاع فيها ضروب من الجناس الداخلي مع السجع وبدونه، في النثر والنظم جميعًا وأصناف أخر من البديع مثلهن لا يقدر على مثله إلا فيها نحو:
لا تبك إلفًا نأى ولا دارا ... ودر مع الدهر كيفما دارا
واتخذ الناس كلهم سكنا ... ومثل الأرض كلها دارا
واصبر على خلق من تعاشره ... وداره فاللبيب من دارا
وهذه الأصناف -مع رواجها على زمان البديع عند المحدثين من الشعراء والكتاب- أصيلة في العربية من شواهد أصالتها مثلًا قول زهير:
إذا لقحت حربٌ عوانٌ مضرة ... ضروس تهر الناس أنيابها عصل
وقد مر الاستشهاد به وقول النابغة:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب