وقال مزرد بن ضرار في جودة المعدن والطبع وأصالة الحديد:
سلاف حديد ما يزال حسامه ... ذليقا وقدته القرون الأوائل
حسام خفي الجرس عند استلاله ... صفيحته مما تنقي الصياقل
وقال أبو ذؤيب:
وكلاهما في كفه يزنية ... فيها سنان كالمنارة أصلع
وكلاهما متوشح ذا رونق ... عضبا إذا مس الضريبة يقطع
وقال أبو الطيب:
وفي أكفهم النار التي عبدت ... قبل المجوس إلى ذا اليوم تضطرم
هندية أن تصغر معشرًا صغروا ... بحدها أو تعظم معشرًا عظموا
أفردنا الوزن من العناصر الأربعة التي ذكرناها أولًا لأهميته ولأنه خاصة الشعر الكبرى التي، كما قدمنا، توشك أن تكون فصلًا، إذ الكلام لا يكون شعرًا بلا وزن وليس معنى هذا أنه بالوزن يكون شعرًا ضربة لازم. وزعم كلردج، الشاعر الإنجليزي الرومنتكي والناقد أيضًا، أن الوزن ليس بشرط في الشعر ولكن هذا قول قاله على وجه من الفلسفة ونأمل أن نذكره من بعد إن شاء الله. وسنأخذ الآن في تفصيل الحديث عن العناصر الثلاثة وهي الصياغة وطريقة التأليف ونفس الشاعر ونعود فنكرر التنبيه إلى انهن مع الوزن كل واحد، وإنما نتناول كل عنصر منهن من أجل التوضيح وزيادة التأمل وربما كان أقوى وأوضح في التأمل أحيانًا كثيرة أن نذكرهن كلهن معًا أو ثلاثة عناصر منهن أو عنصرين حسب ما يدعو إلى ذلك من حاجة البيان.