للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نوع مرأى الأمواج كما رآها حول قاربه، ومقدمته التي تدفن نفسها في الرمل الطري لها شبه واضح بمعنى شدة إنعاظ الذكر ونعومة رطوبة الأنوثة التي تستلمه وإن المرء ليعجب أن يصيب مثل هذا التعبير في منظومة من العهد الفكتوري المتزمت» (الفكتوري نسبة إلى فكتوريا ملكة بريطانيا).

ولئن يك روبرت براوننغ قد تعمد أن يصبغ صفة سيره للقاء فتابه بلون جنسي أو اصطبغت هذه الصفة بتأثير عقله الباطن من دون تعمد بحت من جانبه هو، فإن القطعة التي أوردها الناقد من كلامه لا تعدو الكناية المهذبة، على نوع من بعد في ذلك، أما تعليقه هو فواضح لغة الرفت، وعلى تقدير أنه فيه مصيب، فإنه لا يعدو مجرد بعض المعاني الجانبية من تعبير برواننغ. وجودة بيان المبين أن يكون كثير المعاني الصائبة. وتقليل تلك المعاني وحصر مداها، ولا سيما على وجه رفثي، مما ينبغي أن يؤاخذ عليه الناقد الذي يفعل ذلك ويعاب.

ولربيعة بن مقروم الضبي أبيات في المديح جيدة، اختارها المفضل، خرج فيها ربيعة من الغزل إلى المدح خروجًا مقتضبًا، لو اتبعنا في تأويله نحوًا من هذا المذهب الذي ذهبه جون كيري في كلمات براوننغ لكان ذلك حقًّا أبدة، وهو قوله:

بانت سعاد فأمسى القلب معمودًا ... وأخلفتك ابنة الحر المواعيدا

كأنها ظبية بكر أطاع لها ... بحوملٍ تلعات الجو أو أودا

قامت تريك غداة البين منسدلًا ... تخاله فوق متنيها العناقيدا

وباردًا طيبًا عذبا مقبله ... مخيفًا نبته بالظلم مشهودا

أي فما عذبًا مخللًا نبات أسنانه بالبريق كأنه شهد أي عسل.

وجسرةٍ حرجٍ تدمي مناسمها ... أعملتها بي حتى تقطع البيدا

الجسرة الناقة القوية التي تتجاسر في سيرها وحرج بالتحريك أي فيها

<<  <  ج: ص:  >  >>