وذكر ابن سيده الحرج فذكر أنه مركب للرجال والنساء ليس له رأس وهذا يحتمل لما فيه من معنى الضيق وكأنه أريد به تفسير بيت امرئ القيس. وبيت عنترة في اللسان بالراء عن الأزهري ولكن بشرح لا يلزم منه أن المراد مركب من مراكب النساء ولا يبعد معه أن يكون محرفًا من حدج بالدال المهملة. وما ذهب إليه الزوزني في شرح بيت عنترة هو الوجه، أي كأن الظليم حدج، يتبعن قلة رأسه وكأنه هودج وكأن رأسه على سرير لهن عليه خيمة والنعش السرير المرفوع، وهذا أشبه، والله أعلم. ونعود إلى أبيات ربيعة بن مقروم الضبي:
وجسرة حرج تدمي مناسمها ... أعملتها بي حتى تقطع البيدا
كلفتها فرأت حقًّا تكلفه ... وديقة كأجيج النار صيخودا
في مهمه قذفٍ يخشى الهلاك به ... أصداؤه ماتني بالليل تغريدا
لما تشكت إلى الأين قلت لها ... لا تستريحين ما لم ألق مسعودا
ثم يأتي بعد ذلك هذا المدح الجيد البالغ الجودة.
ما لم ألاق امرأ جزلًا مواهبه ... سهل الفناء رحيب الباع محمودا
وقد سمعت بقوم يحمدون فلم ... أسمع بمثلك لا حلما ولا جودا
ولا عفافًا ولا صبرًا لنائبةٍ ... وما أنبئ عنك الباطل السيدا
أي لا أخبر قومي عنك كذبا ولكن مدحي لك صادق وقومه هم بنو السيد بن ضبة وافتخر بهم الفرزدق من بعد أنهم أخواله فقال:
بنو السيد الأشائم للأعادي ... نمتني للعلي وبنو ضرار
وفسره ابن الأنباري أنهم قوم الممدوح بنو السيد بن مالك بن بكر في أحد تفسيريه وعن أحمد بن عبيد بن ناصح إنهم قوم ربيعة وهو أشبه وأقوى إذ لا يحتاج أن ينسبه رهط الممدوح إلى كذب وهو يمدح سيدهم، اللهم إلا أن يكون يريد أن قومك