للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال عبد قيس بن خفاف البرجمي:

أجبيل إن أباك كارب يومه ... فإذا دعيت إلى المكارم فاعجل

أوصيك إيصاء امرئ لك ناصح ... طبنٍ بريب الدهر غير مغفل

والكلمة مختارة وهي في المفضليات.

وقال عبدة بن الطبيب وهي مفضلية أيضًا:

ابني إني قد كبرت ورابني ... بصري وفي لمصلح مستمتع

وهي وصية. وباب الوصايا قديم في أدب العرب، وإليه أشار القرآن، قال تعالى: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ} وقال تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُه}. وقالوا كان لقمان الحكيم من النوبة ومن قائل إنه كان نبيًّا. ومهما يكن من أمره، فخبر وصيته جاء به القرآن بلسان عربي مبين، وما خاطب العرب إلا بما عهدوه من مذاهب البلاغة.

وكقول ابن خفاف «أجبيل» يذكر الاسم قول عامر بن ظرب:

أأسيد إن مالا ملكت فسر به سيرًا جميلًا

وقول يزيد بن الحكم:

يا بدر والأمثال يضربها لذي اللب الحكيم

وقالت القرشية فبدأت ببني:

ابني لا تظلم بمكة لا الصغير ولا الكبير

وقال أوس بن حجر في الرثاء فنادى نفسه:

أيتها النفس اجملي جزعا ... إن الذي تحذرين قد وقعا

<<  <  ج: ص:  >  >>