كأن فيه مقدمة نسيبية مضمرة، فحين لم يذكرها الشاعر، استعاض منها بشيء موجز كالنداء وهو قوله «دع ذا». وكأن نقيض هذا المذهب أن يفتتح الشاعر مرثية بالنسيب كالذي صنع دريد في قوله:
أرث جديد الحبل من أم معبد
ولها نظائر في ديوان هذيل مبدوء فيهن الرثاء بالنسيب. وبدأ الأعشى نونيته في قيس بن معد يكرب بشيء كما يبدأ به الرثاء، وإنما عني به التغني لنفسه والطرب وذلك قوله:
لعمرك ما طول هذا الزمن ... على المرء إلا عناء معن
وقد يستغني الشاعر عن كل تقديم فيكافح غرضه كفاحًا رثاء كان أو هجاء أو مدحًا أو غير ذلك والأمثلة كثيرة كقول كعب بن زهير:
من سره شرف الحياة فلا يزل ... في مقنب من صالحي الأنصار
وهي كلمة قصيرة حسن البداية بها هكذا ما سبقها من كلمته اللامية «بانت