وأعباء ودلالة ذلك على تصرم عهود وداد واستبدال حال سلم بحرب لا يخفى. وقال بشامة مستمرًا في غزله الذي بدأ به:
وحملت منها على نأيها ... خيالًا يوافي ونيلًا قليلا
تأمل المفارقة بين احتمال قلبه حبها وذكراها وزيارة طيفه إياها، ثم هذا الطيف، على غير عادة الطيف، بخيل بالنوال ... هذا الحب الذي تحمله وهم ليس وراءه طائل.
ونظرة ذي شجن وامق ... إذا ما الركائب جاوزن ميلا
الراحل الشاعر، وهو جاد في المفارقة وفي قلبه الشجن والتفات الطرف بحزن وقد جد المسير.
أتتنا تسائل عن أمرنا ... فقلنا لها قد عزمنا الرحيلا
تأمل علاقة الود والإنسانية ههنا.
وقلت لها كنت قد تعلمين ... منذ ثوى الركب عنا غفولا
قدم الشاعر مع الركب عاشقًا مشوقًا فلم يجد من المحبوبة غير تغافل وإهمال ثم لما نمى إليها أن الركب مرتحل، جاءت ببقية تودد ونوع اعتذار ومع هذا لم تنله كبير شيء، ما كان عطاؤها إلا أعاليل دموع ثم هي على ما كانت عليه من الانصراف عنه:
وقلت لها كنت قد تعلمين ... منذ ثوى الركب عنا غفولا