وحديث أبي تمام عن الرواية وعن النجوم وما فرعه في أول البائية وعن جوار الخليفة الأفشين وأنه رأى به:
ما لم يكن يومًا رأى ... عمرو بن شأسٍ قبله بعرار
كل هذا كالوقوف على الطلل والأثافي والأواري وما أشبه من معالم الدار، على أنه في باب الهجوم والمكافحة للغرض وكأن مطالع أبي تمام أروع وأقرع للسمع من مطالع أبي الطيب والبحتري وسائر المحدثين، وكأن «أحمد شوقي» رحمه الله أراد أن يكون مثله في بعض مطالعه الطنانة مثل قوله:
الله أكبر كم في الفتح من عجب ... يا خالد الترك جدد خالد العرب
وكقوله:
قم سليمان بساط الريح قاما ... ملك القوم من الجو الزماما
وكقوله:
يا أخت أندلس عليك سلام ... هوت الخلافة عنك والإسلام
فالنفس ههنا حبيبي. بل قوله:
بسيفك يعلو الحق والحق أغلب.
على ما فيه من مجاراة أبي الطيب ومحاكاة لفظه ومعانيه، تجد فيه نفثًا من النفس الحبيبي في كلمة «الحق» هذه التي كأنما نظر فيها إلى قول حبيب «الحق أبلج والسيوف عوارى» وليس على شوقي في جميع هذا كبير مأخذ، إذ من حق النموذج الجيد أن يحاكى، وإن كان التقصير عن بلوغ مستواه مما يكون كأنه ضربة لازب.
هذا وكما كان القدماء يعتمدون في مطالع النسيب أن تكون ذوات دلالة على